ماذا يحصل لو تجاهلت الحق؟

 فلتشمل العناية الإلهيّة حال الإنسان! لهذا السبب أقول: على الإنسان ألّا يُقدِم على المعصية منذ البداية فإذا ما خطوت خطوة باتّجاه المعصية وتصرّفت بشكل مخالف للحقّ ثمّ تجاهلت الحقّ في موضوع آخر .. وغضضت نظرك عن الحقّ فإنَّ الخطوة التالية ستكون أسهل سيكون استعداد النفس لتخطو الخطوة الثانية أيسر لهذا السبب يؤكِّد العرفاء والعظماء على المراقبة يقولون: لا تخطُ الخطوة الأولى فعليك المبادرة إلى التوبة على الفور عليك التوبة فوراً واتّخذ قرارك وقم بهجوم مضاد ما هي العمليّة العكسيّة؟ ينبغي أن تحصل حادثة ما فإمّا أن يُوجِد الله ذلك أو أنّ الإنسان هو الذي يوجدها إذا لم يحصل ذلك فعلى السالك أن يكون نبهاً ذكيّاً .. أحياناً لأجل أن يُخرج الله الإنسان من تلك الحالة التي أخطأ فيها أو ارتكب معصية أو تجاوز الحق … إنَّ تجاوز الحق هذا سيّ‏ء جداً سيّءٌ جدًا جدًا إنّ تجاوز الحقّ لمرّة واحدة أعظم من المعصية [العادية] ألف مرّة!! فتجاوز الحقّ.. والكذب.. وقلب الحقّ باطلًا .. والظلم .. هذه الأمور.. آخ آخ آخ! إنَّها من الأمور التي تُمسك بخناق الإنسان بشدة فلأجل أن يُنجي الله هذا العبد يُعرِّضه إلى قضيّة أُخرى ليرى كيف يتصرّف فإذا ما نجح في هذا الامتحان تُرَمّم القضيّة الأولى ويعود مرّة أُخرى إلى مكانه الأول فيرى في نفسه النشاط والانبساط بالنسبة للقيام بعمل الخير يقوم بها بسهولة وكراهة القيام بعمل الشر بحيث لا يُريد فعله بعد ولم يعد يُريد سماعه

آية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني قدس سره

شرح دعاء أبي حمزة الثمالي، سنة 1434 هـ، الجلسة