شوق الوصال

 لم يكن العلامة الطهراني يخشى من الموت فقد كنت معه في إحدى المرات حيث كان قد طرأ عليه أزمة قلبيّة وكنت أنا إلى جواره في قسم CCU وكذلك في غرفته الخاصة فذكر لي في إحدى الليالي مسألة شعرت بالحزن والانزعاج قليلًا افعل هذا، ولا تفعل ذلك… أي: كان يلقي وصيّته عليّ ثمّ فجأة نظر ناحيتي … بالطبع كان في قسم الغرف الخاصة فقال: ما بك يا سيّد محسن؟! هل انزعجت؟! فقلت: «نعم، هذا شعوري بالحزن طبيعي… يعني: عندما أراك بدأت توصي فقال: اذهب، فما هذا الكلام؟! أتراني؟ إنّي سعيد! وكانت يدّه اليمنى على السرير على حاله وهو مستلقٍ «أنا سعيد!» ورفعها للأعلى بطريقةٍ ما زال المشهد مطبوعًا في ذهني فقلت: سيّدي العزيز أنتَ يجب أن تكون سعيدًا! نحن إنّما نفكر في محنتنا! أنت ينبغي أن تكون سعيدًا نعم، لو كنّا مثلك لكنّا سعداء لربما كنّا أسعد حتّى! هل التفتم؟! قال: أنا سعيد سيّدي! نعم قال: أمهلونا مهلة قصيرة (ولم نكن نعلم أن هذه المهلة ستدوم سنوات فقط) لأنّه بعد سنوات انتقل إلى رحمة الله كنّا نظن أنّها سنوات على الأقل ثمّ قال: يجب أن نرحل سيّدي! نضع هذا الموضوع بيّد الآخرين ونرحل بدورنا

آية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني قدس سره

مقطع من محاضرة النصف من شعبان، سنة 1439 هـ.