ما هو الهدف من مجالس الاحتفال بالنصف من شعبان؟

 إقامة مجلس ليس أمرًا صعبًا وتعليق الزينة والإضاءة ليس صعبًا وبالطبع لا إشكال في مدح إمام الزمان لا إشكال فيه! يومًا مرض المؤذن وبقي في بيته بحثوا ولم يعثروا على بديل فجاؤا بيهوديّاً اعتلى المئذنة وقال: بقول المسلمين: أشهد أن لا إله إلا الله! بقول المسلمين: أشهد أن محمدًا رسول الله! وأنّ عليّاً وليّ الله إنّ العمل الظاهر ليس بالأمر العظيم! كلّنا نعرف أن نتظاهر ولكن كم نفذ في أعماق المرء هنا؟! كم؟ فإذا نفذ إلى العمق ألا يترك أثرًا على أفكارنا؟! ألا يترك أثرًا على سلوكنا وتصرّفاتنا؟! هل يجب أن يأتي إمام الزمان ويقول لنا: افعل هذا الأمر؟ ها؟! الآن، افرضوا أن الإمام دخل من هذا الباب وحضر إلى هنا وبدلًا مني وأنا الذي أزعجتكم بهذا القدر! التمسنا منه أن يفيض علينا بضع دقائق فماذا سيقول؟ فماذا سيقول؟ فهل يقول كلما رأيت نقشًا على الجدار اتجه إليه تمامًا كالبقرة واتبع كلّ ما كتب هناك؟! وكلما رأيت شخصًا يقول أي شيء بأي وجهٍ كان احني رأسك تسعين درجة إلى الأسفل وقل: سمعًا وطاعة؟! ها؟! وأينما رأيت سيلًا ورأيت قومًا يتجهون ناحيته اتجه نحوه تمامًا كالماعز؟! فهل يقال لمثله إمام زمان؟! لو كان كذلك فما الفرق بين وجود هكذا إمام وعدمه لماذا لا ينبغي أن نعمل فكرنا هنا قليلًا؟! لماذا؟! لماذا لا نفكر أكثر قليلًا؟! لماذا لا نفهم أكثر قليلًا؟! لماذا يجب بدلًا من استعمال العقل استعمال احساسنا وخيالنا ووهمنا أعيننا؟! أليست المباني في أيدينا؟! ألم تُبيّن لنا المسائل؟! ألم تُذكر لنا؟! ألم يبيّن لنا الأئمة عليهم السّلام ميزان الحقّ والباطل؟! كم منّا عمل بهذه الرواية.. الرواية التي تقول: «عندما ترى من مسلم صلاة، لا تقبل! إذا رأيت صائمًا، لا تقبله! رأيت إقامة لهذه الأمور فلا تقبلها! انظر وتأمل يقول الكذب أم الصدق! » كم فرد منّا عمل بهذه الرواية؟! لو كنّا عملنا بها فهل ستكون أحوالنا هكذا؟! ها؟! فهل نحني رأسنا إلى الأسفل حينها؟ هل نحنيه إلى الأسفل؟ لماذا لا نقوم يجعل رؤوسنا مرفوعة دومًا؟! لماذا؟! لماذا نقوم بما يجعلنا لا نستطيع أن نقدم إجابة؟!

آية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني قدس سره

شرح حديث عنوان بصري جلسة 122